مولودون في الحرب: رعاية الرضّع بالقرب من الخطوط الأمامية في أوكرانيا
الممرضة إليزابيث تقدم الرعاية لطفل حديث الولادة باستخدام حضّانة عالية التقنية.
جميع الصور © صندوق الأمم المتحدة للسكان أوكرانيا/ريفوتسكي أوليكسي
22 فبراير 2024
مع مرور عامين على الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، يعمل مستشفى قريب من الخطوط الأمامية على إنقاذ المواطنين الأكثر هشاشة -الرضَع المولودين في الحرب- باستخدام أحدث الحضّانات التي يمكن نقل حديثي الولادة فيها بين المرافق، وإلى ملاجئ الحماية من القصف، تحت صوت إنذار الغارات الجوية.
في مركز زابوريزهيا الإقليمي لرعاية فترة الحمل والولادة، تم تجهيز الحضّانات الجديدة، المُقدَمة بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان والوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي الدولي (AECID)، للحفاظ على مستويات درجات الحرارة والرطوبة والأكسجين المُثلى، بما يسمح بنقل الرضّع بأمان.
لقد أحدثت حضانات النقل فرقًا كبيرًا في مركز الحمل والولادة. فتقول الممرضة إليزابيث، أن قبل وصولهم "كان علينا حمل الرضّع المعتمدين على الأوكسجين إلى الملجأ في أسرّة الأطفال"، مما يعرض حياة حديثي الولادة للخطر. وتلعب الحضّانات أيضًا دورًا منقذًا للحياة في نقل الرضّع من المرافق الموجودة عند الخطوط الأمامية، والتي تعاني من نقص في رعاية حديثي الولادة، إلى مركز الحمل والولادة.
الممرضة إليزابيث تقدم الرعاية لطفل حديث الولادة في إحدى الحضّانات الجديدة.
تقول إليزابيث: "نوَّلد أطفال أوزانهم ضئيلة جدًا عند الولادة."
تسببت الحرب المستمرة في خسائر مميتة في نظام الرعاية الصحية في أوكرانيا، مع تدمير البنية التحتية وانهيار سلاسل التوريد، ما جعل الخدمات المُقدَمة للناجيات ورعاية صحة الأمهات وغيرها من أشكال الدعم الأساسية بعيدة المنال بالنسبة للكثير من النساء. في العامين الماضيين، أبلغت منظمة الصحة العالمية عن أكثر من 1,300 هجوم على مرافق الرعاية الصحية
نزح أكثر من 3.7 مليون شخص داخليًا وسط القتال، واضطر ما يقرب من 6.5 مليون شخص إلى البحث عن مأوى خارج البلاد، وغالبيتهم من النساء والأطفال. وسط الضغط والصدمة، زادت الولادات المبكرة في جميع أنحاء أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي الشامل، حيثُ سُجِل أكثر من 14,780 حالة ولادة مبكرة في عام 2023.
في عام 2024، يحتاج 7.8 مليون شخص إلى المساعدة الصحية في أوكرانيا.
على الرغم من التحديات، يواصل صندوق الأمم المتحدة للسكان، وشركاؤه، دعم أوكرانيا لتعزيز تقديم خدمات صحة الأم والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له، وقد وصَّل أكثر من 879,000 امرأة وفتاة ورجل وفتى بهذه الخدمات في عام 2023.
هذا الدعم ينقذ الأرواح. في مركز زابوريزهيا الإقليمي لفترة الحمل والولادة، تنسب الأم الشابة، ناتاليا، الفضل في إنقاذ حياة طفلها، إلى العمل السريع الذي قام به الأطباء وإحدى حضّانات النقل الجديدة. وُلِد طفلها في حاجة ماسة إلى العناية المركزة. تقول: "كان توفر الحضّانة أمرًا محوريًا، لأنه سمح بنقل مولودنا الجديد بشكل فوري من غرفة الولادة إلى وحدة العناية المركزة. هذا الإجراء الفوري مثل أمرًا حيويًا".
ماريا، هي أم أخرى استفاد طفلها من الحضّانة. تقول: "وقع أكثر ما كنا نخشاه، فعملية الولادة لم تتطور بشكل طبيعي كما كان متوقعًا. بفضل المعدّات الجديدة، قُدمت كل المساعدة الطبية اللازمة، في الوقت المناسب وبكفاءة. أنا حقًا ممتنة".
تقول الممرضة غانا أنه عندما يلزم نقل الرضّع إلى الملجأ، يكون الموظفون على أهبة الاستعداد لرعاية الأطفال ولإجلائهم بسرعة إذا لزم الأمر. "في الملجأ، الذي ننقل إليه الحضّانات، توجد مخارج منفصلة مؤدية للشارع المجاور. في حالة وقوع ضربة مباشرة على المبنى ومع احتمال انهياره، يمكننا إخلاء مرضانا وطاقمنا الطبي عبر هذه الممرات الموجودة تحت الأرض إلى الشارع. بالإضافة لذلك، لدينا غرفة عمليات مجهزة بالكامل، ننقل إليها الحضّانات ونقيم وحدة عناية مركزة لحديثي الولادة وللنساء بعد الولادة".
يقول أندريه لوبانوف، أخصائي تخدير الأطفال في مركز الحمل والولادة، إن حياة العاملين الصحيين "تغيرت بشكل كبير" منذ تصاعد الحرب قبل عامين، مشيرًا إلى أنه في البداية، "كنا نعيش عمليًا في مكان العمل" للتعامل مع كل الولادات المبكرة. ويقول "تساعدنا المعدات الحديثة على أداء واجبنا بما يتوافق مع أعلى المعايير، وعلى تقديم المساعدة للأطفال حديثي الولادة في الوقت المناسب. وهو أمر شديد الأهمية في عملنا".
عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان، مع الشركاء، على تحسين حياة النساء والفتيات في أوكرانيا، بما تضمن الوصول إلى أكثر من 140,000 شخص من خلال الوحدات الصحية المتنقلة في عام 2023، ومن بينهم حوالي 1,200 امرأة حامل.
لكن المعاناة لم تنتهِ بعد. مازال الدعم الذي يقدمه صندوق الأمم المتحدة للسكان بالغ الأهمية. هناك حاجة ماسة لتمويل مرن ودائم لضمان قدرة النساء والفتيات في أوكرانيا والبلدان المجاورة على الولادة بأمان والعيش بمنأى عن العنف. يحتاج صندوق الأمم المتحدة للسكان، هذا العام، إلى 94.4 مليون دولار أمريكي للاستجابة لاحتياجات المتضررين من الحرب. وبهذا التمويل، سنواصل استعادة خدمات الصحة الإنجابية وخدمات الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتوسيع نطاق هذه الخدمات، وسنُنقذ أرواحًا.
