فليضطلّعن بدور القيادة: يجب ضمان حصول 600 مليون مراهقة على ما يحتجن إليه لشقّ طريقهنّ نحو المستقبل المنشود

بيان المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة  نتاليا كانيم، بمناسبة اليوم الدولي للطفلة (2023)

تولد كلّ فتاة مع إمكانات لا حدود لها وقدرات للتعلّم وتحقيق النجاح وقيادة العالم وإلهامه وتغييره للأفضل.

واليوم، وتزامناً مع اليوم الدولي للطفلة، نحتفي بالإمكانات اللامحدودة التي تتمتّع بها 600 مليون مراهقة حول العالم، يُمثّلن جيلاً مفعماً بالابتكار والعمل بدورهنّ الريادي في الدعوة من أجل تحقيق العدالة والوصول إلى عالم يُناسب الجميع.

ومع ذلك، نحن مطالَبون بالعمل بشكل أسرع وبجرأة أكبر حتى تتمتّع كلّ فتاة أينما كانت بالأمان ولكي تكبر وهي على يقين بأنّ جسدها ملك لها وأنها قادرة على رسم مستقبلها بنفسها والذهاب إلى المدرسة والحصول على الرعاية الصحية التي تحتاج إليها وتحيا حياةً خالية من العنف. 

تُعدّ مرحلة المراهقة الحجر الأساس في حياة كلّ فتاة من أجل مرحلة بلوغ ناجحة، إلا أن الانتهاكات كزواج الأطفال وحمل المراهقات والعنف القائم على النوع الاجتماعي تقوّض حياة عدد كبير جداً من الفتيات. وبالمقابل، فإنّ المزيد من الاستثمارات الموجّهة بشكل صحيح في خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والتربية الجنسية الشاملة هو أمر ضروري لتزويد المراهقات بالأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أجسادهنّ وحياتهنّ، وتمكينهنّ باعتبارهنّ صانعات للتغيير وقائدات للمستقبل.

ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان جنباً إلى جنب مع الشركاء لدعم المراهقات في بناء مستقبل أكثر صحة وإشراقاً. وبالتعاون مع شركاء كالبنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على زيادة حجم المبادرات في 22 بلداً بغية إنهاء زواج الأطفال وتوفير التدريب المهني والتعليم وخدمات الصحة الإنجابية للفتيات.

إن مبادرات كمشروع رابطة بنغلاديش للمهارات الحياتية والدخل والمعرفة للمراهقين قد أثبتت نجاحها، إذ أنّّ ثلث الفتيات اللواتي شاركن في هذه المبادرة المجتمعية كنّ أقل ميلاً للزواج بعد تجربتهن في التعرّف على حقوقهن وعلى المساواة بين الجنسين وتعلّم المهارات الحياتية. فمثل هذه الأنشطة تعمل على إحداث تغيير في حياة الأفراد والمجتمعات ولا بدّ من توسيع نطاقها.

إن الفوائد التي تتحقّق من إنهاء زواج الأطفال تتعّدى حماية الصحة وحقوق الإنسان، إذ أن ما يؤدي إليه ذلك من نتائج تعليمية أفضل يُتيح الفرص أمام الفتيات للحصول على وظائف في الاقتصاد النظامي والمساهمة بشكل أكبر في إنتاجية أسرهن.

ومن خلال تخصيص مبلغ 35 مليار دولار إضافي بشكل استثمارات للحدّ من زواج الأطفال، بما في ذلك التمويل السخي للتعليم الثانوي، يمكن تجنّب حوالي 58 مليون حالة زواج أطفال بحلول عام 2030.

ومع اقترابنا من الموعد النهائي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في عام 2030، دعونا نضاعف جهودنا لضمان تمكّن كل مراهقة، بكلّ ما لديها من تنوّع، من ممارسة حقوقها وخياراتها وتحقيق أقصى إمكاناتها وبناء المستقبل الذي تحلم به. دعونا نهدم العوائق التي تحول بين الفتيات المراهقات والمستقبل الأفضل لهن، افتحوا المجال لهن للاضطلاع بدور القيادة.