الولادات لا تتوقف أثناء الأزمات: كيف دخلت امرأة في المخاض عندما ضرب إعصار فريدي مدغشقر

ماناكارا، مدغشقر – "كنا نعلم أن الولادة كانت وشيكة وأن كل شيء يسير على ما يرام ... لكننا لم نكن نعرف أنه سيكون اليوم". دخلت جورجيت، وهي أم تبلغ من العمر 26 عاما من ماناكارا في مدغشقر، في المخاض في الوقت الذي ضرب فيه إعصار قوي قريتها.

كان من المتوقع أن يضرب الإعصار الاستوائي فريدي الساحل الشرقي لمدغشقر في 21 فبراير، وأن ماناكارا واحدة من المدن في طريقه. وقد تم نقل الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المعرضة لخطر الدمار والانهيارات الأرضية إلى أراض أكثر أمانا ومبان أكثر ثباتا قبل وقت طويل من الوصول الفعلي للإعصار: تم إنشاء خمسة ملاجئ مؤقتة لاستيعاب حوالي 2,000 شخص في أمبالافونتاكا القريبة، حيث لجأت جورجيت ووالدتها ومئات الأشخاص الضعفاء الآخرين إلى مجمع مدرسي تم تحويله إلى ملجأ.

ضرب الإعصار اليابسة في ماناكارا حوالي منتصف الليل، حيث أدت الرياح العاتية والأمطار إلى تمزيق أسطح الملاجئ وإسقاط المنازل الضعيفة. ولكن بالنسبة لجورجيت، كانت لديها حالة طوارئ أكبر، حيث تسارعت تقلصاتها ولجأت إلى حمام الملجأ لتلد طفلها الثاني.

تضرر أكثر من 400,000 شخص من الإعصار في مدغشقر، بما في ذلك أكثر من 30,000 امرأة حامل، 1000 منهن سيولدن في الأشهر الثلاثة المقبلة - كما لا يمكن الوصول إلى العديد من الخدمات الصحية وتلك التي تضررت بشدة.

الرعاية الشاملة في الأزمات

ومع وجود نظام رعاية صحية يعاني أصلا من نقص الموارد، تعاني مدغشقر من ارتفاع معدل وفيات الأمهات وكثير من الناس غير قادرين على تلبية احتياجاتهم في مجال تنظيم الأسرة. وأقل من نصف جميع الولادات تتم تحت إشراف عاملين مؤهلين، كما يوجد في البلد أعداد كبيرة  من حالات الحمل غير المقصود، وتعاني آلاف النساء من إصابات الولادة المدمرة مثل ناسور الولادة. 

تلقت جورجيت المساعدة من والدتها جوليان وتسارا، وهي قابلة تقليدية تبلغ من العمر 94 عاما وكانت من بين النازحين في موقع الإقامة. وبمجرد أن هدأت العواصف في الساعات الأولى من الصباح، تم تنبيه المركز الصحي المحلي حتى تتمكن الأم ومولودها الجديد، المسمى فريدي، من تلقي الرعاية الحرجة بعد الولادة.

وقالت ليديا رابيتاريفاو، رئيسة القابلات في مركز ماروالاكلي الصحي، لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "لقد فحصنا جورجيت وفريدي، وكلاهما في حالة جيدة للغاية. قدمنا لهم كل الإسعافات الأولية اللازمة وعدنا في فترة ما بعد الظهر لإجراء فحص طبي. وخلال الأيام الثلاثة المقبلة، سيحصلون على رعاية صحية مجانية هنا".

يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان المركز الصحي بإمدادات الصحة الجنسية والإنجابية الأساسية، مثل مجموعات الولادة النظيفة للقابلات والأطباء لاستخدامها، ومجموعات علاج ما بعد الاغتصاب للناجيات من العنف الجنسي. كما تلقت جورجيت مجموعة أدوات النظافة الصحية للأمهات التي أعدها صندوق الأمم المتحدة للسكان والتي تحتوي على صابون وأقمشة وحفاضات وفرشاة أسنان، ومعجون أسنان، ومناشف، وحوض. "هذه المجموعة تلبي احتياجاتنا حقا وجاءت في الوقت المناسب. إنها تستكمل ما لم نتمكن من شرائه". توضح جوليان.

آلاف النساء والفتيات معرضات للخطر دون خدمات

ومنذ ذلك الحين، عادت جورجيت وفريدي إلى المنزل، وقالت إنها تخطط لاستئناف وسائل منع الحمل في أقرب وقت ممكن من خلال المركز الصحي، حيث أجرت أيضا استشارات ما قبل الولادة. أنجبت أكثر من 370 امرأة في المركز في عام 2022، وتلقين رعاية شاملة قبل الولادة وبعدها والمشورة طوال فترة حملهن.

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مدغشقر منذ أكثر من 40 عاما، ومركز مارولاكلي هو واحد من حوالي 132 مركزا صحيا محليا تدعمها المنظمة لتوفير خدمات الصحة الجنسية والإنجابية.

ومن خلال العيادات المتنقلة والمراكز الصحية، يوزع صندوق الأمم المتحدة للسكان مجموعات الكرامة على النساء والفتيات المتضررات من الإعصار، ويعقد جلسات إعلامية وتوعية حول مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي والموارد اللازمة للتعافي منه، ويقدم المشورة النفسية للناجين من الأزمة المصابين بصدمات نفسية، والذين فقد الكثير منهم جميع ممتلكاتهم في الكارثة.