United States of America

كانت حكومة الولايات المتحدة، التي أدَّت دوراً رئيسياً في إنشاء وإطلاق صندوق الأمم المتحدة للسكان في عام 1969، عضواً نَشِطاً في المجلس التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لأكثر من 50 عاماً. تدعم الولايات المتحدة عملَ صندوق الأمم المتحدة للسكان على إنهاء وفيات الأمهات التي يمكن اتّقاؤها، وإنهاء الحاجة غير المُلبّاة لتنظيم الأسرة وإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارّة الأخرى. في مواجهة التحديات الناشئة، تظلُّ الولايات المتحدة ملتزمة تجاه صندوق الأمم المتحدة للسكان، بما في ذلك استجابة الوكالة لكوفيد-19 والجهود المبذولة للتصدي لتغيُّر المناخ على الصعيد العالمي. 

لطالما كانت الولايات المتحدة وصندوق الأمم المتحدة للسكان المزوِّدَين الرئيسيَّين الثنائيَّين والمتعدِّدَي الأطراف، على التوالي، للمساعدة العالمية في مجال خدمات تنظيم الأسرة ومجال الصحة الإنجابية، وأكبرَ الجهاتِ المُزوِّدة بوسائل منع الحمل في العالم.  ظلَّت هذه الشراكة الفنية قوية عبر الإدارات الأمريكية وتستمرُّ اليوم في مشاركة كِلتا المنظمتَين في خطط تنظيم الأسرة 2030، والتحالف من أجل إمدادات الصحة الإنجابية، والتعاون على الصعيد القُطري.

في عام 2021، أعلنت الولايات المتحدة عن إنشاء أوَّل استراتيجية وطنية على الإطلاق بشأن الإنصاف والمساواة بين الجنسَين والتي تتضمَّن دعواتٍ صريحة لدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان كوسيلة لتعزيز الأولويات المترابطة العشر للاستراتيجية، بما في ذلك القضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي؛ وحماية وتحسين وتوسيع الوصول إلى الرعاية الصحية، بما يشمل رعاية الصحة الجنسية والإنجابية؛ وضمان تكافؤ الفرص والمساواة في التعليم، ورفع مستوى المساواة بين الجنسَين في الأمن والإغاثة الإنسانية، من بين أمور أخرى.

رحَّب صندوق الأمم المتحدة للسكان بعودة الولايات المتحدة في عام 2021 كمانحٍ رئيسيّ وداعم لصحة النساء والفتيات وحقوقهن. تشترك الولايات المتحدة وصندوق الأمم المتحدة للسكان في العديد من الأهداف المشتركة التي تتمحور حول تعزيز صحة النساء والفتيات وسُبُل عيشهن وكرامتهن في جميع أنحاء العالم. ساهمت الولايات المتحدة بسخاء بمبلغ 30.8 مليون دولار أمريكي في عام 2021 في الموارد الأساسية لصندوق الأمم المتحدة للسكان و32.5 مليون دولار أمريكي في مخصَّصات الحكومة الأمريكية للتمويل الأساسي لعام 2022. بالإضافة إلى ذلك، أعادَت الولايات المتحدة بقوَّة التمويلَ المشترك للعمل الإنساني والإنمائي الهام الذي يضطلع به صندوق الأمم المتحدة للسكان. تماشياً مع التزامها بالنهوض بالصحة الجنسية والإنجابية على الصعيد العالمي، قدَّمت الولايات المتحدة أوَّل مساهمةٍ على الإطلاق في شراكة الإمدادات التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان في عام 2021، حيث قدَّمت 5 ملايين دولار أمريكي للبرنامج الطليعي الذي ينفذه الصندوق والمخصَّص لتقديم مجموعة مختارة من وسائل منع الحمل الحديثة وأدوية صحة الأمهات المُنقِذة للحياة من أجل الوصول إلى النساء والمراهقات اللائي يحتجْن إلى الحصول على خدمات تنظيم الأسرة والولادة الآمنة في البلدان المتضرّرة من حالات الطوارئ الإنسانية.

كانت الولايات المتحدة أيضاً أكبرَ مساهمٍ في الاستجابة الإنسانية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في عام 2021، حيث قدَّمت أكثر من 62 مليون دولار أمريكي للأعمال المُنقِذة للحياة التي يجريها الصندوق في سياقاتٍ حرجة مثل أفغانستان، وبنغلاديش، وإثيوبيا، وهايتي، والسودان، وسوريا، والاستجابة الإقليمية للاجئين في فنزويلا، واليمن، من بين أمور أخرى. وقد أتاحت هذه التبرعات لصندوق الأمم المتحدة للسكان تقديمَ الخبرة في الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي في المجتمعات المتضرّرة من الأزمات، وتعزيز المعايير العالمية للمساءلة، وضمان تقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، من بين أنشطة أخرى. إنَّ الدعم المُقدَّم من الولايات المتحدة وشركاء آخرين مكّن الصندوق من تقديم مساعدات إنسانية لملايين النساء والشباب في أكثر من 60 دولة. تلقت أكثر من 29 مليون امرأة في سن الإنجاب خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك وسائل منع الحمل، ولوازم الولادة الآمنة، ومعدات الحماية الشخصية. حصل ما يقرب من 2 مليون ناجٍ من العنف القائم على النوع الاجتماعي على الخدمات من خلال 12,000 مكان آمن يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان. 

في عام 2022، تواصل الولايات المتحدة دورَها كشريكٍ قويّ لصندوق الأمم المتحدة للسكان في كلٍّ من المجالَين التنموي والإنساني، كما تدعم عملَ صندوق الأمم المتحدة للسكان للاستجابة لكوفيد-19.