بيان صادر عن المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان بشأن قرار خفض التمويل الصادر عن حكومة الولايات المتحدة

يعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية، عن بالغ الأسف إزاء القرار المتعلق بإنهاء جميع اتفاقيات التمويل مِن قِبل حكومة الولايات المتحدة. لقد تم تقديم هذه المنح وعددها 48 منحة بما يصل لحوالي 377 مليون دولار إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان من أجل توفير خدمات الرعاية الصحية الحاسمة للأمهات، وتفعيل الحماية من العنف، ومعالجة تداعيات الاغتصاب، وتوفير سائر خدمات الرعاية المنقذة للأرواح في أكثر من 25 بلداً منكوباً بالأزمات، بما في ذلك أفغانستان وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وفلسطين وهايتي ومالي والسودان وسوريا وأوكرانيا.

والجدير بالذكر أنّ حصة الأسد من التمويل الأمريكي كانت تُخصّص لدعم أنشطة صندوق الأمم المتحدة للسكان في حالات الطوارئ، إلا أنّ وقف التمويل يشمل 16 منحة كانت المنظمة قد حصلت على إعفاءات إنسانية من أجلها.

على مدى السنوات الأربع الماضية، نجحت هذه الاستثمارات المنقذة للأرواح في تفادي وقوع أكثر من 17,000 حالة وفاة بين الأمهات، ومنع 9 ملايين حالة حمل غير مرغوب فيه، وتلافي 3 ملايين حالة إجهاض غير آمن من خلال توسيع نطاق الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة الطوعية. لقد وصلنا إلى أكثر من 13 مليون امرأة وشابة من خلال خدمات الصحة الجنسية والإنجابية مثل فحص سرطان عنق الرحم واستشارات تنظيم الأسرة ورعاية ما قبل الولادة ورعاية الولادة الآمنة.

وبسبب هذا القرار المدمر بوقف جميع اتفاقيات التمويل يؤدي لإغلاق آلاف العيادات الصحية وهو ما يعني تعريض حياة كثير من النساء الحوامل وأطفالهن في المناطق المتأثرة بالأزمات للخطر حيث ستضطر للولادة بدون أدوية ومعدات أو بدون مساعدة من قابلات مدربة. كما أنّ القابلات اللواتي يساعدنَ النساء على ولادة الأطفال في أسوأ الأزمات الإنسانية حول العالم لن يتمكّنّ من العمل. وسوف تُحرم الناجيات من الاغتصاب من المشورة والرعاية الطبية. وينقطع شحن الإمدادات الطبية المنقذة للأرواح ولن تصل إلى مخيمات اللاجئين.

يعبر صندوق الأمم المتحدة للسكان عن أمله في أن تعيد حكومة الولايات المتحدة النظر في موقفها وأن تحتفظ بمكانتها كرائدة عالمية في شراكتها منظمتنا للتخفيف للتخفيف من معاناة النساء وأسرهنّ، فهذا العذاب غالباً ما ينجم عن كوارث لا ذنب لهنّ فيها.

لقد نجحنا في تحقيق فضائل كثيرة على مدى أكثر من خمسة عقود مليئة بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تُعدّ من بين الشركاء المؤسسين في منظمتنا. بدعم من الولايات المتحدة، ساهم صندوق الأمم المتحدة للسكان في تعزيز النظم الصحية، وإنقاذ أرواح النساء والمراهقات والمواليد الجدد، وتحسين الآفاق الاقتصادية للأسر والمجتمعات والبلدان. 

لقد صدرت دراسات لا تُعد ولا تُحصى تظهر أنّ الاستثمارات في خدمات تنظيم الأسرة الطوعية وفي خدمات الصحة الإنجابية تؤدي إلى عوائد اقتصادية تُقدّر بمئات مليارات الدولارات، حيث تساعد الفتيات على مواصلة تعليمهنّ وتساهم في ترقية النساء بين صفوف القوى العاملة. وهذا بدوره يساهم في تحقيق السلام والازدهار الذي يعتمد عليه السكان في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم.

نحن في صندوق الأمم المتحدة للسكان ملتزمون بالعمل الإنساني والدفاع عن حقوق الإنسان، وسنواصل بذل الجهود الدؤوبة مع الدول الأعضاء ووكالات الأمم المتحدة والشركاء المحليين، بما في ذلك المنظمات التي يقودها النساء والشباب، من أجل ضمان سلامة وكرامة وحرية كل امرأة وفتاة. قد تختلف الظروف وقرارات التمويل ولكن ولايتنا ثابتة ومهمتنا مستمرّة.

• يمكنكم تقديم طلب للاطّلاع على القائمة الكاملة بالمشاريع التي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية والتي تم إنهاؤها.
• للطلبات المتعلقة بإجراء مقابلات، يُرجى الاتصال بإيدي رايت (في مدينة نيويورك):
  ewright@unfpa.org; +1 917 831 2074